الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد سيد المرسلين وأجلّ السالكين، وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:
فإنه ليس من المبالغة والتهويل أن نقول: إننا أجهل شيء بنفوسنا وبربنا، ولعل من قرأ هذا الكتاب بتأمل أن يعرف صدق هذه العبارة، فيتبين له أن كل عبد بحاجة إلى معرفتين جليلتين:(معرفته بنفسه، ومعرفته بربه) لتصلح عبوديته التي خُلق لأجلها، وهذا موضوع الكتاب، وقد اشتد الإعراض عنه في زماننا، لأن موضعه في القلوب مشغول بما هو آثر عندنا منه.
وقد جمعت موضوعه باختصار من ميراث السلف عموماً، وابن القيم وشيخه على وجه الخصوص -فعليهم رحمة الله أجمعين-، مع ما كتبت فيه مما هو استفادة منهم، وسمّيته:(إحسان سلوك العبد المملوك إلى ملك الملوك).
والسلوك هو: العبودية، والسير على الصراط المستقيم، وهو تحقيق التوحيد والدين.