للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قل لغير أخي الأشواق ويحك قد ... غُبْنت حظك لا تغتر بالدون ...

نجائب الحب تعلوا بالمحب إلى ... أعلى المراتب من فوق السلاطين ...

وأطيب العيش في الدارين قد رغبت ... عنه التّجار فباعت بيع مغبون ...

فإن ترد علمه فاقرأه ويحك في ... آيات (طه) وفي آيات (يس)

يبين ما تقدم ويوضحه ما ذكر رحمه الله من أدلة الكتاب والسنة على ذلك وهو قوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا).

قال: فبين سبحانه أن إقامة الوجه وهو إخلاص القصد وبذل الوسع لدينه المتضمن محبته وعبادته حنيفاً مقبلاً عليه معرضاً عما سواه هو فطرته التي فطر عليها عباده فلو خُلّوا ودواعي فطرهم لما رغبوا عن ذلك ولا اختاروا سواه. ولكن غيّرت الفطر وأفسدت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها) ثم يقول أبو هريرة: إقرأوا إن شئتم: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ، مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ). إنتهى.

<<  <   >  >>