للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عن عبد الواحد بن زيد: «أن حبيبًا أبا محمد جزع جزعًا شديدًا عند الموت، فجعل يقول بالفارسية: أريد أن أسافر سفرًا ما سافرته قط! أريد أن اسلك طريقًا ما سلكته قط! أريد أن أزور سيدي ومولاي، وما أريته قط! أريد أن أشرف على أهوال ما شاهدت مثلها قط! أريد أن أدخل تحت التراب فأبقى تحته إلى يوم القيامة! ثم أوقف بين يدي الله عز وجل، فأخاف أن يقول لي: يا حبيب! هات تسبيحة واحدة سبحتني في ستين سنة لم يظفر منك الشيطان فيها بشيء؟ !

فماذا أقول، وليس لي حيلة؟ ! أقول: يا رب، هو ذا قد أتيتك مقبوض اليدين إلى عنقي! قال عبد الواحد: هذا عبد الله ستين سنة مشتغلاً به، ولم يشتغل من الدنيا بشيء قط، فإيش يكون حالنا؟ ! واغوثاه بالله»!

* أيها المذنب! ألا تريد النجاة من كيد الشيطان؟ !

أيها المذنب! دحر الشيطان دحر للذنوب .. ودحر الشيطان شفاء للقلوب! ومن عكف على المعاصي فهو في ملك الشيطان وسلطانه .. فهلاَّ فكرت أيها المذنب في الخلاص من سلطان اللعين؟ !

فمن أسباب النجاة: إدمان الطاعات:

فما اغتاظ الشيطان من شيء كغيظه من فعل الطاعات! روي عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «رأيت إبليس اللعين في المنام منكوسًا، فهممت أن أقرعه بالعصا، فقال لي: يا أبا سعيد، أما

<<  <   >  >>