(٢) ساق الحافظ ابن كثير رحمه الله (٣/ ٥٢٥ - ٥٢٨) جملةً من الآثار الواردة في هذه الآية، ثم قال: "وقد تلقَّى هذا الأثر عن ابن عباس جماعة من أصحابه، كمجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة، ومن الطبقة الثانية قتادة والسدي وغير واحد من السلف وجماعة من الخلف، ومن المفسِّرين من المتأخِّرين جماعات لا يحصون كثرة. وكأنَّه والله أعلم أصله مأخوذ من أهل الكتاب، فإنَّ ابن عباس رواه عن أُبَي بن كعب رضي الله عنه .. وقد صحَّ الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا حدَّثكم أهل الكتاب فلا تصدِّقوهم ولا تكذِّبوهم .. وأمَّا نحن فعلى مذهب الحسن البصري، رحمه الله في هذا، وأنَّه ليس المراد من هذا السِّياق آدم وحواء، وإنَّما المراد من ذلك المشركون من ذريَّته؛ ولهذا قال الله: {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} ".