ما الذي ينقصني وإياك للمداومة عليها، وبالطريقة التي تم بيانها؟
فلنبدأ من الآن ولنسأل الله عز وجل التيسير والإعانة.
[إياك ثم إياك]
إياك يا أخي أن تداوم على هذه الساعة ثم تجعلها في وقت أنت فيه مجهد فلا يمكنك أن تفهم ما تقرأ ..
إياك أن تكون هذه الساعة وأنت بين ضجيج الأصوات ..
إياك أن يكون همك فيها الانتهاء من أكبر قدر من الآيات.
إياك أن يكون همك التعمق في المعنى دون التأثر به، بل اقرأ ببساطة وسلاسة، واجعل الآيات تنساب داخلك، ويتصاعد تأثيرها عليك شيئاً فشيئاً وانتظر بعد ذلك اللحظات السعيدة .. لحظات التأثر وتحرك القلب .. عض عليها بالنواجذ، ولم لا وهي لحظات التغيير.
وإن استطعت أن تجعل الساعة ساعتين أو ثلاث فأنت السابق حقاً .. وإن استطعت أن تخصص وقتاً أخر للقائك مع القرآن في صلاة الليل فلا تسل عن المعاني التي ستتولد لديك، ولا الإيمان الذي سيزداد في قلبك ولا جمال العبودية التي ستعيش في ظلالها.
[رمضان والروح المفقودة]
فإن قلت ولكنني لا أجد همة تدفعني لأن أبدأ وأداوم على قراءة القرآن ساعة كل يوم.
المطلوب إذا هو نقطة انطلاق، وقوة دافعة تنطلق بها رحلتنا المباركة في العودة إلى الله من خلال القرآن.
من هنا تبرز قيمة شهر رمضان ودوره العظيم في استثارة الهمم، وإخراج الناس من حالة الفتور التي تنتابهم وتقعدهم عن العمل.
فمهما كانت همتنا ضعيفة إلا أنها في رمضان تقوى وتشتد.
فلتكن إذا بدايتنا الجديدة مع القرآن في رمضان، ولنستفد بهذا الشهر في عودة الروح لنا من خلال القرآن.
ولكن إياك أن تتعامل مع القرآن كما كنت تتعامل سابقاً .. إياك أن يكون همك في رمضان عدد الختمات التي ستختمها فيه، فلقد ختمناه قبل ذلك عشرات المرات .. فماذا تغير فينا؟
[الميلاد الجديد]
أخي ..
ليكن رمضان هذا العام هو ميلادنا الجديد، وليكن إقبالنا هذا العام على القرآن غير إقبال السنوات الماضية.
أخي ..
تخيل لو أننا استثمرنا همتنا في رمضان وتفرغنا للعبادة فيه، وجعلنا جُل أوقاتنا لقراءة القرآن بالطريقة التي تم بيانها ..
تخيل لو جلسنا في رمضان مع القرآن ساعتين وثلاث وأربع ..
هل تدرك حجم التغيير الذي يمكن أن يحدث لنا نتيجة ذلك؟
ستكون بلا شك ولادة جديدة لقلوبنا، وصلة قوية بالله عز وجل، وحلاوة للإيمان لم نذقها في حياتنا من قبل.
فلنبدأ من الآن، ولننتهز الفرصة المتاحة أمامنا قبل أن يحال بيننا وبين هذا الكنز العظيم.
لننتهز الفرصة قبل أن نندم يوم لا ينفع الندم.