أبي طالب، بشهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حين قال «تقتل عمار الفئة الباغية» وقد قتل رحمه الله في صف علي.
فبقي اسم الشيعة ملازما لأولئك الزمرة التي ناصرت علي بن أبي طالب وجاهدت معه، وكان أغلبهم من أهل العراق وإن كانوا قد خذلوه وعصوه ولم يقوموا بواجبهم حق قيام، حتى تذمر منهم، واشتهرت عنه أقوال كثيرة في ذمهم والتشكي من خذلانهم، خصوصا عندما رفضوا القتال، وطلبوا منه التحاكم إلى القرآن، حينما رفع جيش معاوية المصاحف لكي يتفادى الهزيمة التي كادت أن تلحقه وجيشه.
ووقع ما وقع من قضية التحكيم، وقتل بعدها علي بن أبي طالب غيلة، من بعض من كان من شيعته وخرج عليه، وكانت فتنة شعواء، نسأل الله أن يحفظ منها ألسنتنا كما حفظ منها أيادينا، ولن نجاوز نحن ما أخبرنا الله به في القرآن، مما قد أعد من الحبور والرضوان، لصحابة رسول الله السابقين، من الأنصار والمهاجرين، ومن سار على نهجهم من التابعين ...
فلم يكن اسم الشيعة في ذلك الوقت يعدو ما وصفت، ولم يكن التشيع سوى ادعاء أحقية علي بالخلافة، أو تفضيله في بعض الأحيان، على عثمان بن عفان، رضي الله عن الجميع.
ولكن بدأت تظهر في جيش علي رضي الله عنه مقالة غريبة، فبعد أن دخل رجل من اليمن اسمه عبد الله بن سبأ إلى الكوفة، مدعيا انتقاله من اليهودية إلى الإسلام، أخذ بعض أتباع هذا الرجل يغلون في علي، ووصل الأمر إلى قال له بعضهم وهو على المنبر «أنت أنت»، فقال