للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويلكم من أنا؟ قالوا أنت ربنا -تعالى الله- فأمر بهم، فحفرت لهم حفر وألهبت فيها النيران، وعرضهم على تلك الحفر، وطلب منهم الرجوع ومن لم يرجع عن قوله ألقي فيها، فقالوا الآن تيقَّنا بأنك أنت الله، إذ لا يعذب بالنار إلا الله، وقال رضي الله عنه في ذلك:

فلما رأيت الأمر أمرا منكرا ... أججت ناري ودعوت قنبرا.

وقنبر غلامه الذي كلفه بهذا الأمر. (١)

ونفى علي رضي الله عنه عبد الله بن سبأ من الكوفة بعدما بلغه أنه ينتقص الشيخين أبا بكر وعمر، لكنه بقي ينشر أفكاره وسط شيعة علي، فأدخل بعض الأفكار اليهودية إلى الإسلام، مثل القول بوصاية علي لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم كوصاية موسى ليوشع بن نون، وكالقول بعقيدة البداء والرجعة، كما كان هذا الرجل أول من أظهر الطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله. (٢)

ومن هنا بدأ التشيع يأخذ منحىً جديداً، فلم يعد التشيع مجرد اختلاف حول أحقية علي في الخلافة، أو تفضيله على عثمان، بل أصبح يحمل في طياته عقائد باطلة، كان لليهود يد مباشرة في إقحامها في العقيدة الإسلامية، كما هي وظيفتهم عبر التاريخ «يحرفون الكلم عن مواضعه».


(١) انظر الرواية بكاملها في تاريخ الإسلام للذهبي ج٣ص٦٤٣
(٢) للاستزادة انظر المصادر الشيعية التالية: المقالات والفرق لسعد بن عبد الله القمي «ص:٢١» .. وفرق الشيعة للنوبختي «ص:٤٤» .. واختيار معرفة الرجال للطوسي «ص:١٠٨ - ١٠٩» .. وتنقيح المقال للمامقاني «٢/ ١٨٤» .. من لا يحضره الفقيه «١/ ٢٢٩» .. الأنوار النعمانية «٢/ ٢٣٤».

<<  <   >  >>