للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتكرر هذا الأمر، وطالت الحسرة على هؤلاء الذين ينتظرون الفرج، واشتد يأسهم، وتكرر إخلاف أئمتهم، فيموت أحدهم أسفا قبل يدركه الموت ويدفن في حفرته، وقد قضى عمره ينتظر المهدي، لينتقم وينتصر، ويشفي الصدر، لكنه لا يدرك إلا الغم والنكد، ولا يلقى من انتظاره إلا حرقة الانتظار، ويصور لنا أحد شعرائهم هذه الآلام فيقول:

كفى أسفا أن يمر الزمان * ولست بناه ولا آمر

وأن ليس أعيننا تستضئ * بمصباح طلعتك الزاهر

على أن فينا اشتياقا إليك * كشوق الربى للحيا الماطر

وطول انتظارك فت القلوب * وأغضى الجفون على عائر (١)

وتطييبا لخاطر هذا الذي قضى عمره في تتبع الأخبار وانتظار الإمام، رووا عن أبي عبد الله أنه قال: «من مات وهو عارف لإمامه لم يضره، تقدم هذا الأمر أو تأخر، ومن مات و هو عارف لإمامه، كان كمن هو مع القائم في فسطاطه» (٢). وليس أمامه في القبر إلا منكر ونكير.


(١) ديوان السيد حيدر الحلي ج ١ - ص ٣٢
(٢) الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - ص ٣٧٢

<<  <   >  >>