وقد زرت قبر الرضا وقبر المعصومة، فرأيت الأوراق النقدية تملأ الحجرة وترتفع إلى ما يقارب المتر، بحيث لو سقط إنسان ثمة لغاب بين هذه الأوراق النقدية من جميع الفئات، ومن مختلف الجنسيات، فترى الريال والدولار والدينار بالإضافة إلى التومان الإيراني.
فيجب علينا أن نأخذ هذه المبالغ الطائلة بعين الاعتبار، إذا أردنا البحث عن مصدر هذه الأحاديث التي تدر هذه الأموال، وتجعل الشيعي يبذل بسخاء إذ تعوضه عن الدرهم عشرة آلاف
ولعل الانقطاع أو التأخر في الزيارة له آثاره المادية، فلعلنا إن سمعنا هذه الرواية وأمثالها أن نبادر خوفا من غضب الله ورسوله أو غضب غيرهما: «عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا علي - هو راوي الخبر- بلغني أن قوما من شيعتنا يمر بأحدهم السنة والسنتان لا يزورون الحسين عليه السلام، ... أما والله لحظهم أخطأوا، وعن ثواب الله زاغوا، وعن جوار محمد صلى الله عليه وآله تباعدوا قلت: جعلت فداك في كم الزيارة؟ قال: يا علي إن قدرت أن تزوره في كل شهر فافعل، قلت: لا أصل إلى ذلك لأني أعمل بيدي وأمور الناس بيدي، ولا أقدر أن أغيب وجهي عن مكاني يوما واحدا، قال: أنت في عذر ومن كان يعمل بيده، وإنما عنيت من لا يعمل بيده ممن إن خرج في كل جمعة هان ذلك عليه، أما إنه ماله عند الله من عذر ولا عند رسوله من عذر يوم القيامة، قلت: فإن أخرج عنه رجلا فيجوز ذلك؟ قال: نعم وخروجه