(٢) ولعل التجربة السوفييتية من أبرز الأمثلة لأثر افتقار الفكرة المعصّبة إلى الشمول في تحلّل الأمة، إذ إن الفكرة الشيوعية التي قامت على أساسها الأمة السوفييتية راعت جانبًا واحدًا من المصالح الضرورية في الحياة الإنسانية، وهي مصلحة الفقراء، ولكن حلّ مشكلتي الفقر والعدالة جاء على أساس تطرّف إلى مصلحة الفقراء، وفرض لمساواة حرفية تضحي بمكتسبات التنوع، وتقضي على التنافس المحفّز على العمل، وتخلّ بالتوازن اللازم في الإمكانات .. وبالمجمل لم تحقّق الفكرة الشيوعية شرط الشمولية الذي يضمن المصالح الضرورية كلها، فأدى ذلك إلى "تضخّم" و"ضمور" نجم عنهما انحلال الأمة، وانهيار الدولة.