للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يعرض لها شك أو نسبية أو تردد، ويحمل الإيمان بها على البذل والتضحية والتنافس فيها، لتصير هدفًا مركزيًا وحاجة ضرورية في حياة الناس وأفعالهم وتطلعاتهم، إليها يُحتكم، وبها تُقاس الأمور، ولها الأولوية في سلم القيم والسلطات والمرجعيات.

- أن تتحد الفكرة بالمصلحة، وتضمن تأمين الضرورات الإنسانية، وصيانة المصالح الحقيقية، ما يعزز الولاء للفكرة، ويشد الرابطة بين تحققها والإنجاز في عالم الواقع. ومن هنا فإن أقوى الأفكار الخلاقة حضاريًا تبزغ "عندما يدخل التاريخ مبدأ أخلاقي معين"، على حد قول كيسرلنج (١)، كما يرى فرويد أن العدالة أولى مستلزمات الثقافة (٢). وتتفاوت فئات المصالح بين حضارة وأخرى، ولكن لا تقوم حضارة من دون قائمة العدالة، لأن فقدانها يعني


(١) ينظر: بن نبي، مالك: شروط النهضة، ص٧٠. وكان ابن خلدون قد اشترط في الملك التنافس في الخير وفي الصفات الحميدة، ومراعاة مصالح العباد، فإذا ذهب التنافس في الخير ذهب الملك. ينظر: تاريخ ابن خلدون - المقدمة، ١/ ١٧٨ - ١٧٩.
(٢) "العدالة بمعنى ضمان أن القانون وقد تم وضعه [لا] يُكسر لصالح أي فرد، ولا دخل لذلك طبعًا بالقيمة الأخلاقية لأي قانون". فرويد، سيجموند: الحب والحرب والحضارة والموت، ص٦١. يوجد أصل النص المقبوس فراغ في المساحة المضبوطة بالإطارين []، ويبدو أن هناك "لا" محذوفة بها يستوي المعنى.

<<  <   >  >>