إنك إن قفوت يا أخا العرب نصحك وأسوت بالتوبة جرحك وأدملت بالإنابة قرحك فمرحبا بأخ الصلاح والفلاح وحيهل بالمؤازر على الطاعة والنجاح وجمع الكلمة والسماح، وأما أن أطلت في لجة الغواية سبحك وشيدت في الفتنة صرحك واختلت عارض رمحك فإن بني عمك فيهم رماح وما منهم إلا من يتقلد الصفاح ويجيل في الحروب فائز القداح، والله تعالى يسدد سهام الأمة الساعية فيما يحبه ويرضاه ويخمد إضرام الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله ا. هـ.
وبما سطرناه لك تعلم أن (١) هذه الطائفة تنفخ في غير ضرم وتستسمن ذا ورم
يا باري القوس بريا لست تحسنه ... لا تظلمنها وأعط القوس باريها
خل الطريق لمن يبني المنار به ... وابرز ببزة حيث اضطرك القدر
(أقول) وعلى الله أتوكل أن الحق أحق أن يقال ويتبع يجب على كل فرد فرد من أفراد المسلمين أن يتنبه لمعالم دينه ويشد المآزر في اقتفاء سلفه الصالح ويعض على ذلك بالنواجذ ويتبرأ مما أحدث في العصور الأخيرة مما لم يشهد الشرع الشريف باستحسانه ولا طلبه، بل ربما نص المتقدمون على منعه، بل ربما أجمعوا على عدم تعاطيه وتناوله وتساهل فيه بعض المتأخرين جهلا منهم بالحكم الشرعي في ذلك أو رقة ديانة إرضاء للعامة ولنذكر نبذة
(١) قوله هذه الطائفة ... إلخ، أي الوهابية ومن كان على منوالها وهي منسوبة لمحمد بن عبد الوهاب المردود عليه برسالة المحجوب، وكان مبدأ انتشارها حدود سنة ١٢١٠ في أرض نجد وأصل عقيدتهم منع الاستمداد بالأموات فأخذوا يهدمون ما بني على القبور من القباب واستولوا على كربلا والمدينة وقطعوا الطريق على الحجاج ولم تزل منتشرة في البلاد إلى الآن