يعتبر عند العلماء وارتكابا لجريمة الكذب عليهم، ولم يرض لنفسه أن يرتكب إثم تهجمه على الغيب حتى ارتكب إثم تكذيب الأبرياء لما قرر العلماء أن العلماء أمناء فيما نقلوا إلا أن يتبين خطؤهم بنقل آخر أثبت من قولهم فيعمل بما هو أثبت، ولا يسوغ أن نتهمهم بتعمد الكذب فيما نقلوه، بل يحسن الظن بهم ويحمل على السهو في حالة النقل.
(الرابعة) قوله "أولئك الذين إذا انجر" إلى قوله "ما لا يعرفونه"، بيان الخطأ فيما قال: هو استهتاره بالجماعة بقوله "ولجئوا إلى سلاحهم"، وقائل هذه المقالة الشنيعة جار على مذهب الاعتزال القائل قائلهم:
لجماعة سموا هواهم سنة
فالجماعة يذكرون ذلك، سواء جر الحال بهم كما قال أو لا، بل يريدون بها أنهم على خلاف بقية الفرق الخارجة عن السواد الأعظم، وسلاحهم يشرعونه، وبه يقطعون ظهر من يتوهم في نفسه الشجاعة، وأما الجبان فيكفيه التأفيف والصفع بالنعال، وأما سلاح الشيخ وحزبه في حال انفرادهم عن المناظر سلاحهم الخارج من أفواههم من فظاعة القول كالند والشريك والتكذيب وغير ذلك مما يتبرأ منه غير مرتكب ذلك، وأما هو فالجزاء من جنس العمل، فهم أشبه بالحبارى سِلاحها سُلاحها، وأما عند المناظرة وطلب البراز فلا سلاح يقابل، ولو الجبناء وقد طلب الشرمساحي مرارا مناظرة الشيخ ونشرها على صفحات الجرائد في المسائل الثلاث التي أباحها الشيخ الحل للميتة أو+ختيها فلم يستطع أن يقابله، وهذه سنة كل من يريد الظهور، وهو خلو مما يريد الظهور به.
(الخامسة) قوله: "وماذا عليهم لو أخذوا" إلى قوله: ويكفرون ببعض" بيان الخطأ هنا: أن فيما قاله غشا وتعريضا بالعلماء المتبعين للمذاهب