"يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين، وهم على خلق آدم، طوله ستون ذراعا، في عرض سبعة أذرع"، وفيما ذكرته كفاية لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد. (١)
تنبيه: مهم لمن له أذن واعية وقلب سليم، وهو أن كثيرا ممن تعاطوا كتب غير أهل الإسلام وتتلمذوا لهم أو لمن تتلمذ لهم قبل حصول شيء في أفئدتهم من عقائد المسلمين يصدقون بما في تلك الكتب ويعتقدون صحة ما فيها ويذيعونها بين السذج، بل ربما يصرحون بها في المحافل المشتملة على أهل العلم من غير مبالاة، من قبيل "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" على قول، ولو كان ما في تلك الكتب وما تلقوه عن مشايخهم مخالفا ومنابذا لدين الإسلام.
ولقد صرح بعض متصوفي بني غازي في محفل غاص بأهله بأنه لا سد في الأرض لقول كثير من الكشافين بأنهم لم يعثروا عليه، فبادره قاضي المرج الشيخ عبد الرحمن من أهالي الوجه بقوله: لقد كفرت حيث صدقت الكشافين وكذبت الله في خبره. ولما سقط في يده أمام الحاضرين رجع يعتذر بأنه ليس معتقدا لذلك، وإنما أراد مجرد الإخبار عن قولهم، وقس على هذا ما شابهه من كونهم كشفوا عن الكواكب السيارة فوجدوا فيها عوالم وأراضي وجبالا وأنهارا وأبحرا وغير ذلك مما لم يشهد بثبوته الشرع، بل هو
(١) قوله: تنبيه ... إلخ، ومن أراد بسط الكلام على ما تضمنه هذا التنبيه فعليه بكتاب "إرشاد الحيارى في تحذير المسلمين من مدارس النصارى" للشيخ النبهاني، فإنه احتوى على أربعين فصلا جمع فيها فأوعى، وتعلم إذ ذاك باعتبار ما يترتب على ذلك من مفاسد الدين أن التفرقة بين إضافتها للنصارى أو المسلمين لفظية، وإلا فكلا القسمين يرجع للنصرانية.