روى عن: النبي - صلى الله عليه وسلم - علما جما، وعن: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وغيرهم، وعنه كثير: كالحسن، وابن سيرين، والشعبي، وأبو قلابة، ومكحول، وعمر بن عبد العزيز، وثابت البناني، وحميد الطويل، وعيسى بن طهمان، وقد سرد صاحب (التهذيب) نحو مائتي نفس من الرواة عن أنس.
وكان أنس يقول: " قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وأنا ابن عشر، ومات وأنا ابن عشرين"
وقال: كناني النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا حمزة ببقلة اجتنيتها.
وقال: جاءت بي أم سليم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أزرتني بنصف خمارها، وردتني ببعضه، فقالت:
يا رسول الله هذا أنيس ابني، أتيتك به يخدمك، فادع الله له، فقال: (اللهم أكثر ماله وولده). فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي يتعادون على نحو من مائة اليوم.
قال الذهبى: لم يعدُّه أصحاب المغازي في البدريين؛ لكونه حضرها صبيا ما قاتل، بل بقي في رحال الجيش، وقال: وغزا معه غير مرة، وبايع تحت الشجرة.
قال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ابن أم سليم -يعني: أنسا -.
وقال أنس بن سيرين: كان أنس بن مالك أحسن الناس صلاة في الحضر والسفر.
ومن كراماته:
فعن ثابت البناني، قال: جاء قيَّمُ أرض أنس، فقال: عطشت أرضوك.
فتردى أنس، ثم خرج إلى البرية، ثم صلى، ودعا، فثارت سحابة، وغشيت أرضه، ومطرت، حتى ملأت صهريجه، وذلك في الصيف، فأرسل بعض أهله، فقال: انظر أين بلغت؟
فإذا هي لم تعد أرضه إلا يسيرا.
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخصه ببعض العلم.
قال المثنى بن سعيد: سمعت أنسا يقول: ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبي. ثم يبكي.
وعن جميلة مولاة أنس، قالت: كان ثابت إذا جاء إلى أنس قال: يا جميلة، ناولينى طيبا أمس به يدى، فإن ابن أبى ثابت، لا يرضى حتى يقبل يدى ويقول: يد مست يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.