وكان قد تعرض اليه الحَجَّاج وقال له كلاما شديدا، فكتب أنسُ إلى عبد الملك بن مروان، فكتب للحجاج بالذهاب إلى أنس والاعتذار إليه فجاءه وقال له: يا أبا حمزة غضبت؟
قال: نعم، تعرضني بحوكة البصرة؟ قال: إنما مثلي ومثلك كقول الذي قال: إياك أعني واسمعي يا جارة، أردت أن لا يكون لأحد عليَّ منطق.
الوفاة:
ثبت مولد أنس قبل عام الهجرة بعشر سنين. وأما موته: فاختلفوا فيه، فقيل: أنه مات سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقال عدة - وهو الأصح -: مات سنة ثلاث وتسعين.
(مسنده):
ألفان ومائتان وستة وثمانون. اتفق له: البخاري، ومسلم على مائة وثمانين حديثا.
وانفرد البخاري: بثمانين حديثا، ومسلم: بتسعين، فيكون له فى الصحيحين ٣٥٠ حديثا.
وروى عن أنس فى الثلاثيات راويان: حميد الطويل، وعيسى بن طهمان ..
الأول: حميد الطويل
اسمه والتعريف به:
هو حميد بن أبي حميد الطويل البصري، الإمام، الحافظ، أبو عبيدة البصري، مولى طلحة الطَلَحَات، ويقال: مولى سلمة واختلف فى اسم أبيه، وهو خال حماد بن سلمة.
وهو كثير التدليس عن أنس حتى قيل ان معظم حديثه عنه بواسطة ثابت وقتادة ووصفه بالتدليس النسائي وغيره، وقد وقع تصريحه عن أنس بالسماع وبالتحديث في أحاديث كثيرة في البخاري وغيره، قال الذهبى:"لحميد عن أنس في كتب الإسلام شيء كثير، وأظن له في الكتب الستة عنه مائة حديث ".
مولده:
في سنة ثمان وستين، عام موت ابن عباس.
الشيوخ والتلاميذ:
روى عن أنس بن مالك، والحسن، وعكرمة، وثابتا البناني، وابن أبي مليكة، ويوسف بن ماهك، وطائفة. وكان صاحب حديث، ومعرفة، وصدق.
حدث عنه عاصم بن بهدلة، وشعبة، وزياد بن سعد، وابن جريج، والسفيانان، والحمادان، ومالك، والأنصارى - الذى معنا فى هذه الروايات - وغيرهم كثير ..