للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المقدمة]

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء سيد المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فهذا متن طيبة النشر في القراءات العشر، تأليف إمام الحفاظ وحجة القراء محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف المعروف بابن الجزري رحمه الله تعالى يقول فيه: قال محمد هو ابن الجزري يا ذا الجلال ارحمه واستر واغفر الحمد لله على ما يسره من نشر منقول حروف العشرة ثم الصلاة والسلام السرمدي على النبي المصطفى محمد وآله وصحبه ومن تلا كتاب ربنا على ما أنزلا وبعد فالإنسان ليس يشرف إلا بما يحفظه ويعرف لذاك كان حاملو القرآن أشراف الامة أولي الإحسان وإنهم في الناس أهل الله وإن ربنا بهم يباهي وقال في القرآن عنهم وكفى بأنه أورثه من اصطفى وهو في الاخرى شافع مشفع فيه وقوله عليه يسمع يعطى به الملك مع الخلد إذا توجه تاج الكرامة كذا يقرا ويرقى درج الجنان وأبواه منه يكسيان فليحرص السعيد في تحصيله ولا يمل قط من ترتيله وليجتهد فيه وفي تصحيحه على الذي نقل من صحيحه فكل ما وافق وجه نحو وكان للرسم احتمالاً يحوي وصح إسناداً هو القرآن فهذه الثلاثة الأركان وحيثما يختل ركن أثبت شذوذه لو أنه في السبعة فكن على نهج سبيل السلف في مجمع عليه أو مختلف وأصل الاختلاف أن ربنا أنزله بسبعة مهونا وقيل في المراد منها أوجه وكونه اختلاف لفظ أوجه قام بها أئمة القرآن ومحرزو التحقيق والإتقان ومنهم عشر شموس ظهرا ضياؤهم وفي الأنام انتشرا حتى استمد نور كل بدر منهم وعنهم كل نجم دري وهاهمو يذكرهمو بياني كل إمام عنه راويان فنافع بطيبة قد حظيا فعنه قالون وورش رويا وابن كثير مكة له بلد بز وقنبل له على سند ثم أبو عمر فيحيى عنه ونقل الدوري وسوس منه ثم ابن عامر الدمشقي بسند عنه هشام وابن ذكوان ورد ثلاثة من كوفة فعاصم فعنه شعبة وحفص قائم وحمزة عنه سليم فخلف منه وخلاد كلاهما اغترف ثم الكسائي الفتى علي عنه أبو الحارث والدوري ثم أبو جعفر الحبر الرضى فعنه عيسى وابن جماز مضى تاسعهم يعقوب وهو الحضرمي له رويس ثم روح ينتمي والعاشر البزار وهو خلف إسحاق مع إدريس عنه يعرف وهذه الرواة عنهم طرق أصحها في نشرنا يحقق باثنين في اثنين وإلا أربع فهي زها ألف طريق تجمع جعلت رمزهم على الترتيب من نافع كذا إلى يعقوب (أبج دهز حطي كلم نصع فضق رست ثخذ ظغش) على هذا النسق والواو فاصل ولا رمز يرد عن خلف لأنه لم ينفرد وحيث جا رمز لورش فهوا لأزرق لدى الأصول يروى والاصبهاني كقالون وإن سميت ورشًا فالطريقان إذن فمدنى ثامن ونافع بصريهم ثالثهم والتاسع وخلف في الكوف والرمز كفى وهم بغير عاصم لهم شفا وهم وحفص صحب ثم صحبه مع شعبة وخلف وشعبه صفا وحمزة وبزار فتى حمزة مع علييهم رضًى أتى وخلف مع الكسائي روى وثامن مع تاسع فقل ثوى ومدن مدًا وبصري حما والمدنى والمك والبصري سما مك وبصر حق مك مدني حرم وعم شامهم والمدني وحبر ثالث ومك كنز كوفٍ وشام ويجيء الرمز قبل وبعد وبلفظ أغنى عن قيده عند اتضاح المعنى وأكتفي بضدها عن ضد كالحذف والجزم وهمز مد ومطلق التحريك فهو فتح وهو للاسكان كذاك الفتح للكسر والنصب لخفض إخوة كالنون لليا ولضم فتحه كالرفع للنصب اطرداً وأطلقا رفعًا وتذكيرًا وغيبًا حققا وكل ذا اتبعت فيه الشاطبي ليسهل استحضار كل طالب وهذه أرجوزة وجيزه جمعت فيها طرقاً عزيزه ولا أقول إنها قد فضلت (حرز الأماني) بل به قد كملت حوت لما فيه مع (التيسير) وضعف ضعفه سوى التحرير ضمنتها كتاب (نشر العشر) فهي به (طيبة) في النشر وها أنا مقدم عليها فوائداً مهمةً لديها كالقول في مخارج الحروفـ وكيف يتلى الذكر والوقوف (مخارج الحروف) سبعة عشر على الذي يختاره من اختبر فالجوف للهاوي وأختيه وهي حروف مد للهواء تنتهي وقل لأقصى الحلق همز هاء ثم لوسطه فعين حاء أدناه غين خاؤها والقاف أقصى اللسان فوق ثم الكاف أسفل والوسط فجيم الشين يا والضاد من حافته إذ وليا الاضراس من أيسر أو يمناها واللام أدناها لمنتهاها والنون من طرفه تحت اجعلوا والرا يدانيه لظهر أدخل والطاء والدال وتا منه ومن عليا الثنايا والصفير مستكن منه ومن فوق الثنايا السفلى والظاء والذال وثا للعليا من طرفيهما ومن بطن الشفة فالفا مع اطراف الثنايا المشرفة للشفتين الواو باء ميم وغنة مخرجها الخيشوم (صفاتها) جهر ورخو مستفل منفتح مصمتة والضد قل مهموسها فحثه شخص سكت شديدها لفظ أجد قط بكت وبين رخو والشديد لِن عمر وسبع علو خص ضغط قظ حصر وصاد ضاد طاء ظاء مطبقة وفر من لب الحروف المذلقة صفيرها صاد وزاي سين قلقلة قطب جد واللين واو وياء سكنا وانفتحا قبلهما والانحراف صححا في اللام والرا وبتكرير جعل وللتفشي الشين ضاداً استطل ويقرأ القرآن بالتحقيق مع حدر وتدوير وكل متبع مع حسن صوت بلحون العرب مرتلاً مجودًا بالعربي والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القرآن آثم لأنه به الإله أنزلا وهكذا عنه إلينا وصلا وهو إعطاء الحروف حقها من صفة لها ومستحقها مكملاً من غير ما تكلف باللطف في النطق بلا تعسف فرققن مستفلاً من أحرف وحاذرن تفخيم لفظ الألف كهمز الحمد أعوذ اهدنا الله ثم لام لله لنا وليتلطف وعلى الله ولا الض والميم من مخمصة ومن مرض وباء بسم باطل وبرق وحاء حصحص أحطت الحق وبين الإطباق من أحطت مع بسطت والخلف بنخلقكم وقع وأظهر الغنة من نون ومن ميم إذا ما شددا وأخفين الميم إن تسكن بغنة لدى باء على المختار من أهل الأدا وأظهرنها عند باقي الأحرف واحذر لدى واو وفا تختفي وأولى مثل وجنس إن سكن أدغم كقل رب وبل لا وأبن سبحه فاصفح عنهم قالوا وهم في يوم لا تزغ قلوب قل نعم وبعد ما تحسن أن تجودا لابد أن تعرف وقفًا وابتدا فاللفظ إن تم ولا تعلقا تام وكاف إن بمعنىً علقا قف وابتدئ وإن بلفظ فحسن فقف ولا تبدا سوى الآي يسن وغير ما تم قبيح وله يوقف مضطراً ويبدا قبله وليس في القرآن من وقف وجب ولا حرام غير ما له سبب وفيهما رعاية الرسم اشترط والقطع كالوقف وبالآي شرط والسكت من دون تنفس وخص بذي اتصال وانفصال حيث نص والآن حين الأخذ في المراد والله حسبي وهو اعتمادي

<<  <  ج: ص:  >  >>