للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[موقف المسلمين من تطاول الأعداء على النبي الكريم]

والله لا يؤمن إنسان حتى يكون حبه لدين رب العالمين، وحبه للنبي الكريم أشد من حبه لنفسه ومن الدنيا وما فيها، وحتى يكون هواه تبعاً لما جاء به النبي صلوات الله وسلامه عليه.

أيها المؤمنون! يتطاول المتطاولون لأنهم يجدون المسلمين نياماً ضعافاً لا حيلة عندهم، ولا قدرة لديهم، ولا تفكير في عقولهم إلا في الدنيا والمال، وبعد عن رب العالمين هو سبب البلاء، ولعل هذه الحادثة تجعلهم يفيقون ويرجعون إلى دين رب العالمين، ويتركوا ما هم فيه من غضب وإغضاب لرب العالمين، حين تستباح حرمات الله، ثم لا تتمعر الوجوه حين يحدث في بلاد المسلمين أن تستباح الخمور، والربا، والجنس والعري والحرام ولا أحد يغضب، ولكن يتكلم المنافقون الذين يقولون: إنهم علمانيون، ذاك الوجه القبيح القذر لهؤلاء المنافقين، يقولون: نحن علمانيون وما تعني بالعلمانية؟ يقولون: العلمانية لا تنافي الدين، العلمانية تعني: العلم، ونحن نريد أن نسبق الدول العلمانية، هذه العلمانية في الدنمرك، وهذه العلمانية في فرنسا، علمانيتهم يقول أصحابها: لا دين، لا تمييز عن طريق الدين، لا تدخل الفتاة الكلية أو المدرسة وعلى رأسها حجاب.

الحرية عندهم أن يسيئوا للأديان، أن يزدروا الإسلام، وأن يزدروا المسيح صلوات الله وسلامه عليه ولا أحد يتكلم.

الحمد لله من رواء كل مصيبة شيء نافع للمسلمين، لعلهم يراجعون أنفسهم فيقاطعون هؤلاء الكلاب الذين أساءوا للنبي صلوات الله وسلامه عليه، والذين شتموا وسبوا، ثم قالوا: إنها الحرية، وما في ذلك؟ الحرية عندهم أن يشتموا النبي صلى الله عليه وسلم وأن يسخروا منه، الحرية عندهم أن يخافوا من اليهود، وأن يسكتوا عن مذابح اليهود، وأن يعاقبوا من يتكلم في المرحاض عن اليهود.

وأما من يتكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم يقولون: بلادنا بلاد التنوير! ونحن بلادنا بلاد النور، وواجب على المسلمين أن يثأروا للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه بما استطاعوا من شيء، بمقاطعة هؤلاء، ومنع التعامل معهم، وترك بلادهم، وأن يتوحد المسلمون قادة وأمماً ويرجعوا إلى شريعة رب العالمين سبحانه وتعالى، فهي التي تعزهم ليس الغرب الكافر، ليست أمريكا المجرمة، وإنما دين رب العالمين الذي فيه العز والإعزاز للمسلمين، قال النبي صلوات الله وسلامه عليه: (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أمن قلة نحن يوم إذن يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يلقي الله عز وجل في قلوبكم الوهن)، وهو الضعف والخوف من أعدائكم مع كثرتكم.

المسلمون الآن ربع العالم، مليار وثلاثمائة مليون من المسلمين في الدنيا كلها عدد يرعب الكفار، هم على ملة واحدة، دينهم واحد، ونبيهم واحد صلوات الله وسلامه عليه، لو أنهم اجتمعوا ما قدر أحد أن يكيد لهم إلا وردوا كيده في نحره.

المسلمون هذا العدد الضخم شغلهم اليهود بالدنمرك وما يحدث فيها، وشغلوهم حتى يتكلم المنافقون عن حماس وانتصارهم في فلسطين، وما الذي تصنعه حماس مع اليهود، هل يعترفون بها أو لا يعترفون بها؟ حتى ينشغلوا عن دينهم بدعوة الحرية، والعلمانية، والديمقراطية؛ ليبعدوا المسلمين عن دينهم.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح قلوب المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، اللهم اثأر لرسولك الكريم، اللهم عليك بالقوم المجرمين، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً، اللهم دمر ديارهم تدميراً، اللهم دمر جيوشهم تدميراً، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>