(٢) ولا أقصد فيما ذكرت الطعن في علماء التفسير، فقد نقلوا وقالوا إن العهدة على الراوي، وكانت غايتهم تفسير القرآن كاملاً لبيان معانيه للناس، وهي غاية عظيمة، ونسأل الله لهم حسن الثواب، وإن زلّوا في تفسير آية أو أكثر فهذا من عدم العصمة للبشر، وكلّ يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما علمهم وما ردنا إلا كما قال الله في داود عليه السلام: {وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: ٢٥١] فعلمهم داخل فيما شاء الله أن يعلموه وردّنا داخل في دفع الناس بعضهم ببعض.