(٢) قال النحاس في معاني القرآن (٧٧/ ١) إنهم لم يشرحوا لأنّ الشرح والإسهاب ليس من مذهب الأوائل. وقد قام الأخفش بهذا الربط ليرد على من قال بأن الحروف إن كانت فواتح افتتح الله بها فهي إذن من غير معنى، وأخذ المفسرون عنه أن كلا القولين واحد، وليس كذلك، وقد سبق قول الأخفش فيها، لذلك مال الرازي لهذا القول لأنه من الردود على من قال بأن الحروف لا معنى لها، فغاية التقرير عنده كانت تجميع الردود لا بيان التأويل، ولذلك خالف الجمهور باختيار القول بأسماء السور. (٣) كما قال القاضي الباقلاني (ت٤٠٣هـ) في الإعجاز (ص٦٦)، وأورده الزمخشري (ت٥٣٨هـ) في الكشاف (٢٩/ ١) ولم ينسبه، وزاد عليه شبهة لم يتنبه إليها الكثير من العلماء، وسآتي على تفصيل القول فيه لاحقاً، وقد تناقله علماء التفسير عن الزمخشري، وهو قول القاضي أبو بكر الباقلاني لسان هذه الأمة في زمانه، وقد أنكر هذا القول بعض العلماء كالشوكاني وقال بأنه تدقيق لا يأتي بفائدة (٣٠/ ١)، وقد علمنا أن فيه فائدة عظيمة، فلا يلتفت لإنكاره. والقول بأن ذكر بعضها يدل عليها قول لقطرب كما نقل عنه ابن عطية في المحرر الوجيز (٨٢/ ١) قوله "فقوله {الم} بمنزلة قولك أ، ب، ت، ث، لتدل بها على التسعة والعشرين حرفاً" وسآتي على بيان الفائدة في مكانها.