للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

معناه كمعنى قولك زعمت زيدا منطلقا، وأنَّ توكيد، وموال في موضع رفع، والتنوين عند سيبويه عوض من الياء، وعند أبي العباس عوض من حركة الياء.

(أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ بِلَيْلٍ فَلَمَّا ... أصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لهمْ ضَوْضَاءُ)

ويروى (أجمعوا أمرهم عشاء) وأجمعوا: أحكموا، كما قال تعالى: (فَأَجِمعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ) وإنما خص الليل لأنه وقت تتفرغ فيه الأذهان، والضوضاء: الجلبة والاختلاط أي لما أحكموا أمرهم بليل أصبحوا في تعبية لما أحكموه من إسراج وإلجام وكلام، ومن العرب من يصرف ضوضاء في المعرفة والنكرة، وهو

الاختيار عند أبي إسحاق؛ لأنه عنده بمنزلة قلقال، ومن العرب من لا يصرفه في معرفة ولا نكرة بمنزلة حمراء وما أشبهها.

(مِنْ مُنَادٍ وَمِنْ مُجِيبٍ وَمِنْ تَصْ ... هَالِ خَيْلٍ، خِلاَلَ ذَاكَ رُغَاءُ)

بيَّن الضوضاء في هذا البيت فقال: من مُناد يُنادى صاحيه فيقول: يا فلان، ومن مجيب يقول: هاأنا ذا، و (خلال ذاك) أي بين ذاك الجميع رغاء الإبل: أي أصواتها.

<<  <   >  >>