أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى، وذكر حماد بن زيد عن المعلى بن زياد أنَّ رجلاً قال للحسن: يا أبا سعيد، أشكو إليك قسوة القلب! .. قال:«أَذِبْه بالذِّكر»، وهذا لأنَّ القلب كلَّما اشتدَّت به الغفلة اشتدَّت به القسوة، فإذا ذُكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار! .. فما أذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله تعالى.
فالذِّكر حياةٌ للقلوب، وبدونه يكون صاحبه في جملة الأموات!
وموت القلوب أسوأ موت؛ فإنَّ القلب إذا مات فسد أمر العبد كلِّه!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل الذي يذكر ربَّه، والذي لا يذكر ربه؛ مثل الحيِّ والميت! »(١).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:«الذِّكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف حال السمك إذا فارق الماء؟ ! ».
وهذا مثلٌ رائع ضربه شيخ الإسلام ابن تيمية لحال القلب مع ذِكر الله تعالى، ويؤيِّده الحديث السابق.
ولتعلم أخي المسلم أنَّ ذكر الله تعالى عصمةٌ من الشيطان؛ فهو حصنٌ للقلب من وسوسة الشيطان وإغوائه.
قال عبد الله بن شقيق: «ما من آدميٍّ إلاَّ لقلبه بيتان؛ في أحدهما الملك، وفي الآخر الشيطان. فإذا ذكر الله خنس، وإذا لم