راحة النفوس وحلاوة القلوب، ومن تشبَّث به فقد تشبَّث بعمل جليل وفضل كبير.
عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أنَّ أعرابيًا قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ؛ فأنبئني بشيءٍ أتشبَّث به، قال:«لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله عزَّ وجل»(١).
فإنَّ هذه الوصية النبوية الغالية تكشف لك فضل الذِّكر ومنزلته السامية، وهي ثمرة يفوز بها الذاكرون.
أخي المسلم:
اجعل من ذِكر الله تعالى أنيسك وجليسك؛ فإنك إن فعلت ذلك كان ذكر الله أنيسك في قبرك غدًا، كما هو أنيسك في دنياك اليوم.
قال ابن القيم:
«إنَّ الذِّكر نورٌ للذاكر في الدنيا ونورٌ له في قبره ونورٌ له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط، فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تعالى، قال الله تعالى:{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ... }»[الأنعام: ١٢٢] ..
فالأول هو المؤمن استنار بالإيمان بالله، ومحبته ومعرفته وذكره، والآخر هو الغافل عن الله تعالى، المعرض عن ذِكره ومحبته .. إنَّ لذَّة
(١) رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم صحيح ابن ماجه للألباني (٣٨٦١).