وهي لذَّةٌ يجدها أولئك الذين عمرت قلوبهم به، وأنست نفوسهم بملازمته؛ . فاعلم أخي أنَّ لذَّة ذكر الله إذا تذوَّقها القلب فلن يُطيق فراقها، ولن يجد نعمةً أنعم منها!
قال مالك بن دينار:«ما تنعَّم المتنعمون بمثل ذكر الله تعالى! ».
وقال ذو النون:«ما طابت الدنيا إلاَّ بذكره، ولا طابت الآخرة إلاَّ بعفوه! ».
وقال الحسن البصري:«تفقَّدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذِّكر، وقراءة القرآن .. فإن وجدتم وإلاَّ فاعلموا أنَّ الباب مغلق! ».
أخي المسلم:
اجعل من ذِكر الله تعالى راحتك إذا ضعضعتك الحياة، ومفزعك إذا أصابتك سهامها، وسلواك إذا أحزنتك؛ فإنك لن تجد لقلبك دواءً أشفى من ذكر الله تعالى، ولن تجد أسعد للنفس من ذِكر الله تعالى .. ومهما التمس الناس من أسباب الترفيه ليُروِّحوا عن النفوس فلن يجدوا أروحَ لها من ذِكر الله تعالى!
وقد عرف الصالحون هذا الطريق فسلكوه؛ فاستقامت لهم القلوب وصلحت الجوارح.
قال فتح الموصلي:«المحبُّ لا يجد مع حبِّ الله للدنيا لذَّة، ولا يغفل عن ذكر الله طرفة عين! ».