للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة:١٣٤] أي بَل تُسْأَلونَ عَن تَحسِين أعمالكم وَتزيين أحَوالكم (١).

وَلقولِهِ الصَّلاة وَالسَّلام: ((إنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ)) (٢).

فَقد حُكي أن بَعض الصَّوفية لمَّا سمع الحديث قال: كفاني.

وَهَو نظير صحَابي قرأ عَلَيه - صلى الله عليه وسلم - قوله تعَالَى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة: ٧ - ٨] [فقال: حَسبي] (٣).

وَقد ورَد عَنه الصَّلاة والسَّلام أنه قَالَ: ((إني أعلَم آيةً لو عمل (٤) بها جَمِيع الخلّق لكفتهم: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ


(١) ينظر تفسير هذه الآية عند القرطبي، الجامع لأحكام القرآن: ٢/ ١٣٩؛ ابن كثير، التفسير: ١/ ١٨٧.
(٢) الحديث أخرجه الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، السنن، كتاب الزهد، باب فيمن تكلم بكلمة يضحك بها الناس: ٤/ ٥٥٨، رقم ٢٣١٧؛ ابن ماجة، السنن ن كتاب الفتن، باب كف اللسان في الفتنة: ٢/ ١٣١٥، رقم ٣٩٧٦.
(٣) سقطت من (د). والحديث عن صعصعة بن معاوية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ عليه هذه الآية فقال: ((حسبي لا أبالي أن لا أسمع غيرها)). المسند: ٥/ ٥٩، رقم ٢٠٠٧٠؛ الحاكم، المستدرك: ٣/ ٧١١، رقم ٦٥٧١ وصححه؛ النسائي، السنن الكبرى: ٦/ ٥٢٠، رقم ١١٦٩٥؛ الطبراني، المعجم الكبير: ٨/ ٧٦، رقم ٧٤١١؛ ابن سعد، الطبقات: ٧/ ٣٩. قال الهيثمي: ((ورجال أحمد والطبراني رجال الصحيح)). مجمع الزوائد: ٧/ ١٤١.
(٤) في (م): (علم).

<<  <   >  >>