للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوارد في الآية: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (١) ليس مقصوداً به أمر الناس بالبر وإنما المقصود منه هو نسيان النفس.

وهناك نظرة أخرى .. هل يستطيع مسلم مهما حاول مع نفسه وجاهدها أن يرضى عنه نفسه ويقول: إنه الآن قد أصلحها؟! إنه إن فعل ذلك فقد أصبح من الخاسرين {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} (٢) إن المسلم كلّما ازداد قرباً من الله عز وجل، ازداد شعوره بالتقصير، أي أنه سيظل يسيء الظن بنفسه حتى نهاية عمره.

ونظرة ثالثة ... إن تغيير حال المسلمين أصبح الآن فرض عين على كل مسلم، كما أن إصلاح النفس فرض عين أيضاً وسيُسأل يوم القيامة عن الأمرين كلٌّ على حده.

بمعنى أنك إذا قمت بالدعوة ونسيت نفسك، ستحاسب على تقصيرك مع نفسك، وإن قمت بإصلاح نفسك وأهملت الدعوة إلى الله فستحاسب عن كل أرض إسلامية اغتصبت، وكل دم مسلم أريق .. و .. إلخ.

فأنت لا تستطيع أن تترك صيام رمضان بحجة أنك لم تصلح


(١) البقرة: ٤٤.
(٢) الأعراف: ٩٩.

<<  <   >  >>