فكما أنك مطالب بإصلاح نفسك، فأنت أيضاً مطالب بدعوة غيرك وإنقاذه من برائن الجاهلية التي كنا يوماً ما من ضحاياها.
والدعوة في هذه الأوقات أصبحت شيئاً مُلِحاً وضرورياً يستلزم منا كل جهد لا سيما ونحن نرى مدى ما وصلت إليه أمتنا.
[واقع الأمة الإسلامية]
فالمتأمل لحال الأمة الإسلامية اليوم يجدها أشتاتاً متفرقة.
ففي عصرنا هذا نُحِّيت الخلافة الإسلامية وقسمت أمة الإسلام إلى أكثر من أربعين دويلة لا يطبق الإسلام الكامل في واحدة منها، تولى الحكم في غالبيتها دعاة على أبواب جهنم، نشروا الفساد وأغرقوا الشعوب في حبّ الشهوات والجنس، وخرّبوا الأخلاق، فأصبح العرى هو الأساس والتديّن هو التطرّف والتخلّف .. حاربوا العقيدة بأدعياء حرية الفكر وحاربوا فنون القوة بفنون اللّذة .. حتى أمسى الذي يحافظ على دينه كالقابض على الجمر ينتظر في كل ليلة من يطرق