وكما نرى الآن أن الكثير من بلدان المسلمين قد استولى عليها الكفار، فالمسجد الأقصى -أولى القبلتين وثالث الحرمين- أسير في أيدي أبناء القردة والخنازير، وكشمير مغتصبة في أيدي عباد البقر من الهنود، والفلبين ... وبلاد البلقان .. و ...
فهذه وغيرها بلاد اغتصبت من المسلمين ولم يتمكن أهلها من الدفاع عنها فوجب -كما قرر الفقهاء- تحرير هذه البلاد على الأقرب فالأقرب.
ونحن جميعاً -وإن اختلفت أماكننا- قريبون من بلاد إسلامية مغتصبة فوجب علينا جميعاً تحريرها وكل ما يؤدي إلى القيام بهذا الواجب فهو واجب كما تقول القاعدة الأصولية: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
[دفع شبهة]
سيقول الكثير: وكيف أبدأ بالدعوة وإصلاح الغير وأنا مضطرب مع نفسي لم أصلحها .. لابد من تهذيبها أولاً ثم الدعوة ثانياً ...
إن هذا القول ظاهره فيه الرحمة وباطنه العذاب وهو مدخل خطير من مداخل الشيطان على الإنسان ليقعده أولاً عن الدعوة بحجة إصلاح النفس لكي يعزله عن إخوانه ثم يُجهز عليه بعد ذلك، فالذم
(١) راجع رسالة الجهاد للإمام حسن البنا وفيها عرض لحكم الجهاد في مختلف المذاهب الفقهية.