للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أنموذج الحدود شاهد على تجاوز العقلانيين لثوابت الدين]

المقدم: لو أخذنا مثالاً حتى يتضح كيف يحاولون أن يشككوا في هذه الثوابت.

الشيخ: مثل الحدود، أليست من ثوابت الدين؟ المقدم: بلى! الشيخ: أغلبية العلمانيين لا يطيقون مجرد أن تتكلم عن الحدود، فكيف تكون ثابتاً من الثوابت عندهم؟! ولا يتصورون أن الحدود تصلح في هذا العصر؛ ولذلك عطلت في أكثر البلاد الإسلامية، وأما في بلادنا -ولله الحمد- فلا تزال قائمة، وأنا أسأل الله عز وجل أن يثبت ولاتنا على هذا المنهج، وأنا أعرف أن الدولة -وفقها الله لكل خير- تلقى من المضايقات والهجوم الشيء الذي تحمد على الصبر عليه، فقد صبرت وصابرت ولا تزال تدافع، وبدلاً من هذه الأقلام التي تسلط على الحدود نحتاج إلى هذه الأقلام التي تدافع عن الشرع وعن الحدود.

فهم لا يستسيغون الحدود، ويرون أنها من الأمور التي طبقت في عهد من العهود الإسلامية ولا تصلح في هذا العصر؛ فلذلك سموا بالعصرانيين.

المقدم: من أنكر حداً من الحدود فما حكمه يا شيخ؟ الشيخ: الحدود الثابتة لا شك في أن إنكارها.

المقدم: إذاً: هم على خطر عظيم، فهي مسألة إسلام أو كفر.

الشيخ: هذه من الأمور التي ليست محل خلاف، ولئلا يلتبس الأمر علينا، يجب أن نعرف أن الكفر كفران: كفر لا مجال للنقاش فيه؛ ككفر من لم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وككفر إنكار الثوابت، ومنها الحدود، وهناك كفر هو محل خلاف.

فأغلب صور الكفر هي محل خلاف، وكفر دون كفر.

إذاً: فإنكار حد من حدود الله كفر لا شك فيه، وهذا محل إجماع بين العلماء المعتبرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>