للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وصف العقلانية لا يفيد أصحابه رفعة]

المقدم: عندما نقول: العقلانيون ألا يكون ذلك ثناء عليهم؟ الشيخ: لا يلزم، ومثال ذلك من يسمون بالقرآنيين الآن، فقد اشتهروا بالقرآنيين، أليست النسبة إلى القرآن -وهو كلام الله- شرفاً؟ المقدم: بلى.

الشيخ: لقد أصبحت الاصطلاحات أحياناً هي التي تحكم المفاهيم، والمصطلح إذا شاع يحكم المفهوم ما لم يعارض الشرع.

فالقرآنيون يقصد بهم الآن: الذين يزعمون أنه لا نأخذ الدين إلا من القرآن.

المقدم: يتركون السنة؟ الشيخ: يتركون السنة والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وليس للنبوة عندهم اعتبار.

ومثال ذلك أيضاً من يسمون بالقدرية، أليس الإيمان بالقدر ركناً من أركان الإيمان؟! المقدم: بلى.

الشيخ: وعلى هذا فأنا قدري من هذا الوجه، لكن الذين أخطئوا في باب القدر كان كلامهم في القدر كثيراً.

المقدم: ونفوا القدر.

الشيخ: ونفوا القدر، وصاروا يتكلمون بغير علم في القدر، فسموا قدرية.

وهكذا نقول: العقلانيون، لا لأن العقل مذموم، لكن لأنهم اشتهروا بتقديم العقل على الشرع، فجعلوا الشرع هو المحكوم، واستهانوا بدين الله بدعوى الرأي والعقل والفكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>