الثاني: إدغام بغير غنة ولهذا الإدغام الحرفان الباقيان من حروف يرملون وهما اللام والراء فإذا وقع حرف منهما بعد النون الساكنة بشرط انفصاله عنها كما تقدم أو بعد التنوين ولا يكون إلا من كلمتين كما مر وجب إدغامهما ويسمى إدغاما تاما أو كاملا لذهاب الحرف والصفة معا.
ووجه الإدغام في الحروف التماثل في النون والتجانس في صفة الجهر والاستفال والانفتاح بالنسبة للواو والياء والتجانس في الغنة وفي سائر الصفات الخمس بالنسبة للميم، والتقارب في المخرج بالنسبة للام والراء في أكثر الصفات، ووجه حذف الغنة مع اللام والراء هو المبالغة في التخفيف لأن في بقائها بعض من الثقل.
وللإدغام مطلقا أسباب ثلاثة: التماثل، والتقارب، والتجانس.
فالتماثل: أن يتفق الحرفان صفة ومخرجا كالباءين والدالين نحو: اضرب بّعصاك، وقد دّخلوا. فإن سكن أولهما وتحرك الثاني سميا مثلين صغيرا.
والتقارب: أن يتقارب الحرفان مخرجا وصفة أو مخرجا لا صفة أو صفة لا مخرجا نحو: ألم نخلقكم، كلا بل ران، فإن سكن أول الحرفين وتحرك الثاني سمى متقاربين
صغيرا.
والتجانس: أن يتفق الحرفان مخرجا ويختلفا صفة كالدال والتاء نحو: قد تبين، أجيبت دعوتكما، همت طائفة، إذ ظلمتم، يلهث ذلك، اركب معنا.
فإن سكن أول الحرفين وتحرك الثاني سيما متجانسين صغيرا.
هذا ما يسمى بالإدغام الصغير إذ هو المتعلق برواية قالون؛ أما بالنسبة للإدغام الكبير لم يقع في رواية قالون إلا في كلمتين فقط:(تأمنا) بيوسف في قوله تعالى ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ والأصل فيها تأمننا بوزن تعلمنا أي بنونين مظهرين الأولى مرفوعة وهي نون الكلمة والثانية مفتوحة وهي نون المتكلم وقد أجمعت المصاحف على كتابتها بنون واحدة على خلاف الأصل: ويجوز فيها لقالون وجهان صحيحان مقروء بهما: