الشرط الرابع: أن يكون بعد الراء حرف من حروف الاستعلاء السبعة التي تقدم الكلام عليها نحو: فرقة، وهذا الشرط مقابل للشرط الرابع من شروط الترقيق.
هذا: ويشترط لوجود حرف الاستعلاء بعد الراء لأجل تفخيمها شرطان:
الأول: أن يكون مع الراء في كلمتها.
الثاني: أن يكون غير مكسور. ووجد من ذلك أي من حروف الاستعلاء غير مكسورة، ومع الراء في كلمتها ثلاثة أحرف وهي (الطاء) في قرطاس بالأنعام، (والصاد) في إرصاد بالتوبة ومرصاد بالنبإ ولبالمرصاد بالفجر. (والقاف) في فرقة بالتوبة. فإن انفصل حرف الاستعلاء عن الراء بأن كانت الراء في آخر الكلمة وحرف الاستعلاء في أول الثانية فلا خلاف في ترقيقها والوارد من ذلك في القرآن الكريم ثلاثة مواضع وهي:
قوله تعالى: أَنْذِرْ قَوْمَكَ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ فَاصْبِرْ صَبْراً أما إذا كان حرف الاستعلاء الذي بعد الراء مكسورا ففي الراء خلاف بين أهل الأداء فقال الجمهور بالترقيق.
وقال البعض بالتفخيم: وهذا في كلمة فرق بالشعراء في قوله تعالى: فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ. فمن فخم نظر إلى وجود حرف الاستعلاء الذي بعد الراء على القاعدة السابقة. ومن رفق نظر إلى كسر حرف الاستعلاء لأنه لما انكسر ضعفت قوته وأصبحت الراء متوسطة بين كسرين. والوجهان صحيحان مقروء بهما، غير أن الترقيق هو المشهور والمقدم في الأداء.
[تنبيه]
تقدم أن شروط الترقيق الأربعة للراء الساكنة المتوسطة لا بد أن تكون كلها موجودة في آن واحد: أما شروط التفخيم الأربعة للراء ذاتها فليست كذلك فيكفي وجود واحد منها ويكون مسوغا للتفخيم حينئذ.