للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإخفاء ولهذا تعين الإظهار الذي هو الأصل، وسمي بالإظهار لظهور النون الساكنة والتنوين عند ملاقاتهما بحرف من هذه الأحرف، وسمى حلقيا لخروج حرفه من الحلق.

ومراتب الإظهار ثلاثة: أعلاه عند الهمزة والهاء، وأوسطه عند العين والحاء، وأدناه عند الغين والخاء.

[الحكم الثاني (الإدغام)]

ويقصد به في اللغة: الإدخال، وفي الاصطلاح: التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا يرتفع اللسان عنهما ارتفاعه واحدة وهو بوزن حرفين.

وحروفه ستة وهي مجموعة في لفظ (يرملون) وهي الياء والراء والميم واللام والواو والنون، وينقسم هذا الإدغام إلى قسمين:

الأول: إدغام بغنة، وله أربعة أحرف مجموعة في لفظ (ينمو) وهي الياء والنون والميم والواو فإن وقع حرف من هذه الأحرف بعد النون الساكنة والتنوين بشرط أن يكون من كلمتين بعد التنوين ولا يكون إلا من كلمتين وجب الإدغام ويسمى إدغاما بغنة، فمثال النون الساكنة في هذه الحروف الأربعة: (من مّال الله، من ولي،) ومثال التنوين فيها كذلك (وبرق يجعلون، يومئذ نّاعمة، عذاب مّقيم، يومئذ واهية).

ويسمى الإدغام إدغاما ناقصا لذهاب الحرف وهو النون أو التنوين وبقاء الصفة وهي الغنة. أما إذا وقعت هذه الأحرف بعد النون في كلمة واحدة وجب الإظهار ويسمى إظهارا مطلقا لعدم تقيده بحلق أو شفة وقد وقع هذا النوع في أربع كلمات في القرآن الكريم ولا خامس لها وهي: الدنيا وبنيان، وقنوان، وصنوان، ولم يدغم هذا النوع لئلا يلتبس بالمضاعف وهو ما تكرر أحد أصوله كصوّان، فلو أدغمت النون في الواو لقيل صوّان وبذلك التبس الأمر بين ما أصله النون فأدغمت نونه وبين ما أصله التضعيف فلذا أظهرت النون خوف الالتباس.

<<  <   >  >>