للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهى [أم] المعادلة لهمزة الاستفهام، و [من] الأولى والثانية فى قوله" أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا" أو قوله" أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا" موصولتان، ومحملهما أن المراد منهما فريق المؤمنين وفريق المشركين، وقيل: اريد شخص معين أريد بالأولى أبو جهل، وبالثانية النبى صلى الله عليه وسلم، أو أبو بكر أو حمزة رضى الله عنهما» (١).

وقد عالج ابن عاشور فى هذا المثال كلا من" المكب" و" السوى" ويفصل القول فيهما، فذكر فى الأول حاله فى دخول الهمزة على فعله وما يفيد ذلك من معنى، وجاء بأمثلة من كلام العرب مستدلا بها، وفى" السوى" وهو الشديد الاستواء أتى بشاهد من القرآن على ذلك، ثم أوضح المقصود ب [أم] و [من] فى قوله تعالى" أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا" و" أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا"، وبعد تناوله اللغوى هذا يذكر المراد منهما، وذلك يعنى أن التناول اللغوى للألفاظ سابق على تفسير الآية لتحقيق التكامل المرجو فيما يمكن أن يكون مقصدها.

وذكر فى تفسير قوله تعالى:

وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (سورة الذاريات: ٤٧).

«والموسع: اسم فاعل من أوسع، إذا كان ذا وسع، أى قدرة، وتصاريفه جائية من السعة، وهى امتداد مساحة المكان ضد الضيق، واستعير معناها للوفرة فى أشياء مثل الأفراد، مثل عمومها فى وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ (٢)، ووفرة المال مثل لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ (٣)، وقوله: عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ (٤)، وجاء فى أسمائه تعالى فى الواسع إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (٥)،


(١) التحرير والتنوير، ج ٢٩، ص ٤٦.
(٢) سورة الأعراف: الآية ١٥٦.
(٣) سورة الطلاق: الآية ٧.
(٤) سورة البقرة: الآية ٢٣٦.
(٥) سورة البقرة: الآية ١١٥.

<<  <   >  >>