للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويظهر لأهل المراتب العلي فى الأولياء ..... فذلك من القواعد الموهومة التى أسسوها، ولا يخلو ما قاله ابن عربى فى" الفتوحات" عن الوحى الإلهامى من غموض ورموز، وقد أبطل العلماء ما يسمى" الإلهام حجة" لعدم الثقة بخواطر من ليس معصوما، ولتفاوت مراتب الكشف، أى أن" الحقيقة" التى تظهر للصوفى فى كل مرتبة يمر بها تختلف عن المراتب الأخرى، والشريعة لا تقوم إلا على أصول ثابتة ودلائل واضحة.

[ثانيا: الاعتزال:]

إذا كان المتصوفة قد أسسوا تفسيرهم للقرآن الكريم على أن لكل آية ظهر وبطن وحد ومطلع، ووجوب الجمع بين الظاهر والباطن، وعدم جواز التفسير الباطنى إلا لأهل الكشف، فإن المعتزلة أقاموا تفسيرهم على" التأويل" وأبرز مقومات هذا التأويل هو التوسع اللغوى.

يقول الدكتور مصطفى الصاوى الجوينى: «إن المعتزلة ترى أن اللغة مجاز فى الأغلب، وهم يدينون بالتوسع اللغوى فى التعبير ليلين لقولهم تأويل النصوص ويطّوع» (١).

ويذكر اجنتس جولد تسيهر أن المعتزلة: «أسسوا مذهبهم على نصوص القرآن من ناحية، وإضعاف الحجج المقامة عليهم من تلك النصوص عن طريق الحذق فى تأويلها واستخدامها فى تأييد مذهبهم الخاص» (٢).

ويقول فى موضع آخر: «سيكون من قبيل الافتراض الخاطئ أن نظن أن المعتزلة كان همهم فى تفسير القرآن التنصل عن قصد من النقل، والإقدام


(١) منهج الزمخشرى فى تفسير وبيان إعجازه ص ٢٤٤ دار المعارف مصر ١٩٥٩ م. وانظر: عبد الرحمن بن على بن محمد بن على الجوزى" ت ٥٩٧ هـ" المدهش فى علوم القرآن والحديث واللغة وعيون التاريخ والوعظ ص ٢٣ مطبعة الآداب- بغداد ١٣٤٨ هـ.
(٢) مذاهب التفسير الإسلامى ص ١٢٢ دار اقرأ ط ٣ بيروت- لبنان ١٤٠٥ هـ- ١٩٨٥ م.

<<  <   >  >>