للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وفى سبب نزول سورة الكهف:]

«وسبب نزولها ما ذكره كثير من المفسرين، وبسطه ابن إسحاق فى سيرته بدون سند، وأسنده الطبرى إلى ابن عباس بسند فيه رجل مجهول: إن المشركين لما أهمهم أمر النبيء- صلى الله عليه وسلم- وازدياد المسلمين معه وكثر تساؤل الوافدين إلى مكة من قبائل العرب عن أمر دعوته، بعثوا النضر ابن الحارث، وعقبة بن أبى معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة (يثرب) يسألونهم رأيهم فى دعوته، وهم يطمعون أن يجد لهم الأحبار ما لم يهتدوا إليه مما يوجهون به تكذيبهم إياه. قالوا: فإن اليهود أهل الكتاب الأول وعندهم من علم الأنبياء (أى صفاتهم وعلاماتهم) علم ليس عندنا، فقدم النضر وعقبة إلى المدينة ووصفا لليهود دعوة النبيء- صلى الله عليه وسلم- وأخبراهم ببعض قوله.

فقال لهم أحبار اليهود: سلوه عن ثلاث فإن أخبركم بهن فهو نبئ وإن لم يفعل فالرجل متقول، سلوه عن فتية ذهبوا فى الدهر الأول ما كان أمرهم.

وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها وسلوه عن الروح ما هى. فرجع النضر وعقبة فأخبرا قريشا بما قاله أحبار اليهود. فجاء جمع من المشركين إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فسألوه عن هذه الثلاثة؛ فقال لهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أخبركم بما سألتم عنه غدا (وهو ينتظر وقت نزول الوحى عليه بحسب عادة يعلمها). ولم يقل: إن شاء الله.

فمكث رسول الله ثلاثة أيام لا يوحى إليه، وقال ابن إسحاق: خمسة عشر يوما، فأرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدا وقد أصبحنا اليوم عدة أيام لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه، حتى أحزن ذلك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وشق عليه ثم جاءه جبريل- عليه السلام- بسورة الكهف وفيها جوابهم عن الفتية وهم أهل الكهف. وعن الرجل الطواف وهو ذو القرنين،

<<  <   >  >>