للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحقيق معناه، أو إدراك أبعاد كليه، أو تفصيل مجمله، أو كيفية أداء تكاليفه على الوجه المراد منه إلا توقيفا ووحيا، بما اختص به الله تعالى رسوله ببيانه، ولم يتركه لتعدد النظر الاجتهادى التفسيرى، وهذا بالإجماع» (١).

وعن تفسير السنة للحلال والحرام فى القرآن يقول الشيخ محمد أبو زهرة: «إن هذا القسم من القرآن الكريم تكفلت به السنة النبوية، لأن هذا من تبليغ الرسالة المحمدية وهو معناها، ومن يعارضها إنما يعارض تبليغ الرسالة النبوية، ويفترى على الله الكذب، فكل ما فى القرآن من أحكام فقهية سواء أكانت تتعلق بالعبادات أم كانت تتعلق بتنظيم المجتمع الإنسانى الذى يبتدئ بالأسرة، ويتدرج إلى الجماعات ثم الأمة وعلاقة الحاكم بالمحكوم، وعلاقة المسلمين بغيرهم من الأمم فى السلم والحرب، كل هذا ببيان النبى صلى الله عليه وسلم، وهو حجة علينا يجب اتباعه» (٢).

والتفسير بالحديث النبوى كان له دور بارز فى التحرير والتنوير استعان به ابن عاشور فى مواطن كثيرة من تفسيره، وقد رأينا فى صفحات الباب الأول من هذه الدراسة مصادره فى الحديث وكثرتها وتنوعها، وقد حرص أن يشير إلى مصدر الحديث عند الاستعانة به مكتفيا أحيانا باسم الراوى الأول له، ذكر فى قوله تعالى: إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة النور: ٥١).


(١) دراسات وبحوث فى الفكر الإسلامى المعاصر، ص" هـ" من المقدمة، دار قتيبة للنشر والتوزيع، بيروت- دمشق، ١٤٠٨ هـ- ١٩٨٨ م.
وراجع: الإتقان، ج ٢، ص ٢٠٥، ومقدمة ابن تيمية، ص ٣٩، التفسير والمفسرون، ج ١، ص ٤٩، تفسير القرطبى، ج ١، ص ٣٧.
(٢) الشيخ محمد أبو زهرة، المعجزة الكبرى" القرآن" ص ٥٨٨ - ٥٨٩، دار الفكر العربى، القاهرة.

<<  <   >  >>