للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالمحققون من العلماء وجدوا أن فضائل القرآن سورة سورة، جمع في حديث أو أكثر ونسب إلى رسول الله كذب وموضوع، وهذا ما ذهب إليه ابن الصلاح، وابن تيمية، والزركشي، والسيوطي، وعيرهم (١).

مثال ذلك ما أورده الزركشي: عن نوح بن أبي مريم أنه قيل له: من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة؟

فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي محمد بن إسحاق، فوضعت هذه الأحاديث حسبة!!

ومن الأمثلة على الأحاديث الموضوعة التي نسبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أورده الواحدي بالسند المتصل إلى أبيّ بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة مريم أعطي من الأجر بعدد من صدّق بزكريا وكذّب به، وبيحيى، وعيسى، وهارون، وإبراهيم، وإسحاق، ويعقوب وإسماعيل، عشر حسنات، وبعدد من دعا لله ولدا، وبعدد من لم يدع له ولدا)!! (٢)

لكن لا يعني هذا أن كل ما ورد من أحاديث في فضائل السور فهو موضوع!!

أبدا، فهناك طائفة من الأحاديث الصحيحة تتحدث عن فضائل بعض السور وبعض الآيات (٣).

إضافة إلى أن بعض علماء التفسير قد انتهجوا نهجا رائعا، حيث رفضوا كل أمثال تلك الأحاديث الموضوعة وبينوا بطلانها، مثال ذلك:

التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الكلبي الأندلسي (ت: ٧٤١ هـ)،


(١) للتوسع: مقدمة ابن الصلاح: ١١٢، مقدمة في أصول التفسير: ٣١، البرهان:
١/ ٤٣٢، الإتقان ٢٠/ ١٩٨.
(٢) الوسيط: ٢/ ١٣٩.
(٣) للتوسع يراجع: صحيح البخاري: كتاب فضائل القرآن: ٣/ ١٥٩.

<<  <   >  >>