للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويصف النبي - صلى الله عليه وسلم - الصيام بأنه وقاية للمسلم، بما يحتمه عليه من معاني فاضلة وأخلاق سامية: ((والصيام جُنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم)). (١) وفي حديث آخر: ((الصوم جُنة ما لم يخرقها)). (٢)

وقد فقه الصحابي جابر بن عبد الله قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (إذا صُمتَ؛ فليصم سمعك وبصرك، ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء). (٣)

وأما إذا لم يعطِ الصيام ثمرته السلوكية فقد أضحى عملاً ميتاً لا روح فيه، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)). (٤)

وهذا العمل الذي لا روح فيه لا يؤجر المسلم عليه ((رُبَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورُبَّ قائم حظه من قيامه السهر)). (٥)

ومما يتعلمه المسلم في مدرسة رمضان تحسس مشاعر الفقراء والإحساس بمعاناتهم، وما يستجيشه ذلك من بذل وكرم وإنفاق في سبيل الله، فقد حكى ابن عباس ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه، فقال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان .. فلَرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة). (٦)

وقد شرع الإسلام لأولئك الذين لا يقدرون على مشاركة المسلمين صيامهم لمرض ونحوه، شرع لهم إطعام المساكين فدية للصيام الذي عجزوا عنه، فلئن


(١) أخرجه البخاري ح (١٩٠٤)، ومسلم ح (١١٥١).
(٢) أخرجه النسائي ح (٢٢٣٥)، وأحمد ح (١٦٩٢).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة ح (٢/ ٤٢٢).
(٤) أخرجه البخاري ح (١٩٠٣).
(٥) أخرجه ابن ماجه ح (١٦٩٠)، وأحمد ح (٨٦٣٩).
(٦) أخرجه البخاري ح (٦)، ومسلم ح (٢٣٠٨).

<<  <   >  >>