للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمر الله نبيه بالصبر على الدعوة ومشاقها اقتداء بمن سبقه من أولي العزم من الرسل {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} (الأحقاف: ٣٥).

وأفضل هؤلاء الأنبياء عند الله خاتمهم الذي ارتضاه الله للبشرية كلها نبياً ورسولاً، محمد بن عبد الله الذي قال مخبراً عن منزلته عند ربه: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة) وفي رواية: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، ولا فخر)). (١) أي لا أفخر على أحد بذلك، إنما أبلغ بما خصني الله من الشرف والمنزلة.

ولكي لا توهم المفاضلة بين الأنبياء نقصاً في المفضول؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عنها، فقال لمن قال بأنه خير من موسى: ((لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأصعق معهم، فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش جانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله)). (٢)

[الإيمان بالقضاء والقدر]

وسادس أركان الإيمان هو الإيمان بقضاء الله وقدره، وأن كل ما يجري في هذه الدنيا من خير أو شر إنما يجري بقضاء الله الذي لا راد له ولا مانع منه، فقد كتبه الله قبل أن يخلق الخلق بدهر طويل.

وتتضمن عقيدة المسلم في القضاء والقدر ثلاث مسائل:

الأولى: أن الله عز وجل عليم بكل شيء، وأن كل ما يحصل منا من خير أو شر قد علمه الله أزلاً، وهو مصداق قوله تعالى: {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً} (الطلاق: ١٢).

الثانية: أن الله كتب ما علمه، قال الله تعالى: {ألم تعلم أن لله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير} (الحج: ٧٠)، وقال: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} (يس: ١٢)، وما كتبه الله إنما كتبه قبل


(١) أخرجه مسلم ح (٢٢٧٨)، والترمذي ح (١٣٤٨)، وابن ماجه ح (٤٣٠٨)، وأحمد ح (٢٥٤٢).
(٢) أخرجه البخاري ح (٢٤١١)، ومسلم ح (٢٣٧٣)، واللفظ للبخاري.

<<  <   >  >>