للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجراً؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ((في كل ذي كبد رطبة أجر)). (١)

وأما ثمرات العبادة التي يؤديها المسلم لربه، فهي كثيرة، منها اطمئنان قلبه واستقامة جوارحه، وهو ما يُكسب المرء سعادة الدنيا، وهي عاجل نصيبه من الخير، الذي ليس آخره ما نشهده من استقرار نفسي واجتماعي في حياة المسلمين الملتزمين بهدي الإسلام، فهو ثمرة من ثمرات الطاعة والإيمان {من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينه حياةً طيبةً ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} (النحل: ٩٧).

وفي المقابل فإن ما تشهده بعض المجتمعات من جرائم اجتماعية وأمراض نفسية وحالات اكتئاب أدت إلى نسب مرتفعة ومقلقة في الانتحار (٢)، إنما هو ثمن عادل تدفعه البشرية جزاءً وفاقاً لتنكبها هدي الله وإعراضها عنه {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى - ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى} (طه: ١٢٣ - ١٢٤).

لكن الجزاء الأكبر الذي يحوزه المؤمن - بعبادته لربه - هو جنة الله ورضوانه {يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاعٌ وإن الآخرة هي دار القرار - من عمل سيئةً فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حسابٍ} (غافر: ٣٩ - ٤٠).

[العبادة والأخلاق]

ومن أهم ما بعث الله الأنبياء من أجله؛ تزكية عباده وتحليتهم بالخُلق الحسن والسلوك الأقوم، وقد امتن الله على البشرية بمحمد - صلى الله عليه وسلم - الذي دعا إلى تزكية


(١) أخرجه البخاري ح (١٧٤)، ومسلم ح (٢٢٤٤).
(٢) تشير إحصائية منظمة الصحة العالمية - التي صدرت في اليوم العالمي لمنع الانتحار والاهتمام بالصحة العقلية في العاشر من شهر سبتمبر من العام ٢٠٠٦م - إلى أن عشرين مليون شخص يحاولون الانتحار سنوياً، وأن الذين ينجحون ويموتون فعلياً منتحرين يربو على مليون شخص سنوياً.

<<  <   >  >>