للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أركان الإيمان]

الإيمان هو المرتبة التي يسمو إليها المسلم بعد إسلامه، فيرنو إلى الارتقاء بإسلامه إلى مرتبة الإيمان، فلا يقف في دينه عند عتبة العبادات الظاهرة، بل يترقى في كمالات الإيمان بمقدار ما يتمثل في سلوكه من شُعَبِه التي تشمل الاعتقاد والعبادة والأخلاق، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)). (١)

وأما أركان الإيمان فهي ستة يوضحها حديث جبريل حين سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان فأجاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)). (٢)

وهكذا فأول الإيمان أن ينعقد قلب المسلم على التصديق بهذه المسائل الست، ثم يبرهن بعمله على صحة إيمانه بها، فالإيمان اعتقاد وقول وعمل، ويزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.

ولما كنا قد تحدثنا عن الأولى منها، وهي الإيمان بالله، نشرع بذكر بقية الأركان.

[الإيمان بالملائكة]

الملائكة مخلوقات نورانية فريدة، خلقها الله من نور، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((خلقت الملائكة من نور)) (٣)، وهم جند الله الذين لا يعرف عددهم إلا هو {وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر} (المدثر: ٣١).

وبسبب طبيعتهم النورانية اللطيفة فإن الملائكة يقدرون على التشكل في هيئة أجسام كثيفة، كصورة البشر، فقد ظهرت الملائكة بصورة بشرية لإبراهيم ثم


(١) أخرجه البخاري ح (٩)، ومسلم ح (٣٥)، واللفظ له
(٢) أخرجه مسلم ح (٨).
(٣) أخرجه مسلم ح (٢٩٩٦).

<<  <   >  >>