للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا أردنا التعرف على الإسلام عن طريق أصوله؛ فإنا لن نجد مدخلاً أفضل من تدبر الحوار الذي جرى بين جبريل عليه السلام أمين الوحي من أهل السماء، والنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - أمين الوحي من أهل الأرض، حيث أتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن مراتب الدين، ليُسمع الصحابة إجابته، فيفقهوا دينهم، قال جبريل: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً)). قال: صدقت. قال عمر: فعجبنا له يسأله ويصدقه!.

قال جبريل: فأخبرني عن الإيمان؟ فأجابه - صلى الله عليه وسلم -: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)) قال: صدقت.

قال جبريل: فأخبرني عن الإحسان؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)). (١)

فهذه أصول الإسلام بإجمال، فأي شيء يعاب منها؟

ولسوف نشرع في التعريف والتفصيل في شرح هذه الأصول، لنقف على الأبعاد الأخلاقية والحكم الإلهية في تأسيس الإسلام والإيمان على هذه القواعد.

كما سنعرض بالشرح والبيان لكشف حقيقة ما يردده البعض عن اتهام الإسلام بالإرهاب والحض على الكراهية، وبأنه ظلم المرأة وعطل طاقتها، فنجيب في هذا الصدد عن بعض ما يثار عن الإسلام، ونهديه لمن أراد التعرف على الإسلام عن طريق أصوله ومبادئه.

ونتقدم بهذه الرسالة التي تبتغي منها التعريف بالحق الذي انشرحت به صدورنا، وارتضته عقولنا، فهي دعوة للتأمل في تعاليم الإسلام ثم اللحاق برهط المؤمنين الفائزين عند الله {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية


(١) أخرجه البخاري ح (٥٠)، ومسلم ح (٩).

<<  <   >  >>