إنها معالم تربوية، ومدارج مستقاة من آثار نبوية، جديرة بقول القائل: معالم يَفنى الدهرُ وهي خوالد وتنخفض الأعلام وهي فوارع مناهج فيها للهدى مُتَصَرّف موارد فيها للرشاد شرائع فهل تكون هذه الكلمات النيرات من الشيخ تبصرة وذكرى لنا؟. وغذاءاً لأرواحنا، فإن نماء الروح لا حدّ يقف عنده. فالازدياد في الهدى، والقرب من الله، وعَدل السيرة، وحسن الخلق، هو الغرض من التعليم، والغاية من التربية، كما حدده لنا الإمام الشافعي رحمه الله بقوله: إذا لم يزد علم الفتى قلبَه هدى وسيرتَه عدلاً وأخلاقه حسناً فبشره أن الله أولاه نقمة يُساء بها مثل الذي عبد الوثنا جعلني الله وإياك مفاتيح للخير، مغاليق للشر، واستعملنا غرساً في طاعته، وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، والحمد لله رب العالمين.