للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد روى عن الخلفاء الراشدين أنهم ذكروا افتراق الامة بعدهم فرقا , وذكروا أن الفرقة الناجية منها فرقة واحدة وسائرها على الضلال في الدنيا والبوار في الآخرة , وروى عن النبي ذم القدرية وأنهم مجوس هذه الأمة , وروى عنه ذم المرجئة مع القدرية , وروى عنه أيضا ذم المارقين وهم الخوارج , وروى عن أعلام الصحابة ذم القدرية والمرجئة والخوارج المارقة , وقد ذكرهم علي رضى الله عنه في خطبته المعروفة بالزهراء وبرىء فيها من أهل الأديموات , وقد علم كل ذي عقل من أصحاب المقالات المنسوبة إلى أن النبي عليه السلام لم يرد بالفرق المذمومة التي أهل النار فرق الفقهاء الذين اختلفوا في فروع الفقه مع اتفاقهم على أصول الدين لأن المسلمين فيما اختلفوا فيه من فروع الحلال والحرام على قولين: أحدهما قول من يرى تصويب المجتهدين كلهم في فروع الفقه وفرق الفقه كلها عندهم مصيبون , والثاني قول من يرى في كل فرع تصويب واحد من المتخلفين فيه وتخطئة الباقين من غير تضليل منه للمخطىء فيه , وإنما فصل النبي عليه السلام بذكر الفرق المذمومة فرق أصحاب الأهواء الضالة الذين خالفوا الفرقة الناجية في أبواب العدل والتوحيد , أو في الوعد والوعيد , أو في بابي القدر والاستطاعة , أو في تقدير الخير والشر , أو في باب الهداية والضلالة , أو في باب الإرادة والمشيئة , أو في باب الرؤية والإدراك , أو في باب صفات الله عز وجل وأسمائه وأوصافه , أو في باب من أبواب التعديل والتجويز , أو في باب من أبواب النبوة وشروطها ونحوها من الأبواب التي اتفق عليها أهل السنة والجماعة من فريقى الرأى والحديث على أصل واحد خالفهم فيها أهل الأهواء الضالة من القدرية والخوارج والروافض والنجارية والجهمية والمجسمة والمشبهة ومن جرى من فرق الضلال , فإن المختلفين في العدل والتوحيد والقبور والأسلاف متحدو الروية والصفات والتعديل والتجويز وفى شروط النبوة والإمامة يكفر بعضهم بعضا

<<  <   >  >>