فليكرم جاره: بالإحسان إليه وكف الأذى عنه، وتحمل ما يصدر منه، والبشر في وجهه، وغير ذلك من وجوه الإكرام.
فليكرم ضيفه: بالبشر في وجهه، وطيب الحديث معه، وإحضار المتيسر.
يستفاد منه:
١ - التحذير من آفات اللسان، وأن على المرء أن يتفكر فيما يريد أن يتكلم به، فإذا ظهر له أنه لا ضرر عليه في التكلم به تكلم به، وإن ظهر له فيه ضرر أو شك فيه أمسك، وقد ندب الشارع إلى الإمساك عن كثير من المباحات، لئلا تجر صاحبها إلى المحرمات والمكروهات.
٢ - تعريف حق الجار، والحث على حفظ جواره وإكرامه وجاء في تفسير هذا الإكرام عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن إستقرضك أقرضته، وإن استعانك أعنته، وإن مرض عدته، وإن احتاج أعطيته، وإن افتقر عدت عليه، وأصابه خير هنيته، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإذا مات اتبعت جنازته، ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الرياح إلا بإذنه، ولا تؤذيه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها، وإن اشتريت فاكهة فأهد له، وإن لم تفعل فأدخلها سرا، ولا تخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده. وفي بغض رواياته ((وإن أعوز سترته، وأسانيد هذا الحديث واهية، لكن اختلاف مخارجها يشعر بأن له أصلا في فتح الباري.
٣ - الأمر بإكرام الضيف، وهو من آداب الإسلام وخلق النبيين.
أن هذه الخصال من شعب الإيمان. وفي ذلك دليل على دخول الأعمال في الإيمان. والخصال المذكورة في الحديث ترجع إلى التخلي عن الرذيلة، والتحلي بالفضيلة