الثمن بينهما وتراضيا، ولم يبق إلا العقد فيزيد عليه، أو يعطيه بأنقص، وهذا بعد استقرار الثمن، أما قبل الرضا فليس بحرام.
وكونوا عباد الله أخوانا: كالتعليل لما تقدم، أي تعاملوا معاملة الأخوة في المودة، والرفق والشفقة والملاطفة، والتعاون في الخير، ونحو ذلك مع صفاء القلوب.
المسلم أخو المسلم: لأنه يجمعهما دين واحد، قال تعالى: ((إنما المؤمنون أخوة)).
لا يظلمه: لا يدخل عليه ضررا في نفسه، أو دينه، أو عرضه، أو ماله بغير إذن شرعي.
ولا يخذله: لا يترك نصرته المشروعة، لأن من حق حقوق أخوة الإسلام: التناصر.
ولا يكذبه: بفتح ياء المضارعة، وتخفيف الذال المكسورة على الأشهر، ويجوز ضم أوله وإسكان ثانية _ لا يخبره بأمر خلاف الواقع.
ولا يحقره: بالحاء المهملة والقاف _ لا يستصغر شأنه ويضع من قدره، لأن الله لما خلقه لم يحقره بل رفعه وخاطبه وكلفه.
التقوى: اجتناب عذاب الله بفعل المأمور، وترك المحظور.
بحسب امريء من الشر: يكفيه من الشر.
عرضه: حسبه، وهو مفاخره ومفاخر آبائه، وقد يراد به النفس.
يستفاد منه:
١ - تحريم الحسد، والتباغض، والتدابر، وبيع البعض على بيع البعض.
٢ - النهي عن أذية المسلم بأي وجه من الوجوه من قول أو فعل.
٣ - النهي عن الأهواء المضلة، لأنها توجب التباغض.
٤ - الأمر باكتساب ما يصير به المسلمون إخوانا على الإطلاق، ويدخل في ذلك أداء حقوق المسلم على المسلم: كر د السلام، وابتدائه، وتشميت العاطس، وعيادة المريض، وتشييع الجنائز، وإجابة الدعوة، والنصح.
٥ - تحريم الظلم.
٦ - أن من حقوق المسلم على المسلم نصره إذا احتاج إليه، سواء كان ذلك الأمر دنيويا مثل أن يقدر على دفع عدو يريد أن يبطش به، فيجب عليه دفعه، أو دينيا مثل أن يقدر على نصحه عن غيه بنحو وعظ فيجب عليه حينئذ النصح، وتركه هو الخذلان المحرم.