للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يمد يده إلى شيء لم يأذن له في مدها إليه، ولا يسعى إلا فيما أذن الشرع في السعي إليه.

لأعطينه: ما سأل.

ولئن استعادني: بنون الوقاية وروي بباء موحدة تحتية , والأول أشهر.

لأعيذنه: مما يخاف.

يستفاد منه:

١ - أن الله سبحانه وتعالى قدم الإعذار إلى كل من عادى وليا أنه قد آذنه بأنه محاربه بنفس المعاداة. ولا يدخل في ذلك ما تقتضيه الأحوال في بعض المرات من النزاع بين وليين لله تعلى في محاكمة أو خصومة راجعة لاستخراج حق غامض، فإن هذا قد وقع بين كثير من أولياء الله عز وجل.

٢ - أن أداء الفرائض هو أحب الأعمال إلى الله تعالى، وذلك لما فيها من إظهار عظمة الربوبية، وذل العبودية.

٣ - أن النافلة إنما تقبل إذا أديت الفريضة، لأنها لا تسمى نافلة إلا إذا قضيت الفريضة.

٤ - أن أولياء الله تعالى هم الذين يتقربون إليه بما يقربهم منه، فظهر بذلك بطلان دعوى أن هناك طريقا إلى الولاية غير التقرب إلى الله تعالى بطاعاته التي شرعها.

٥ - أن من أتى بما وجب عليه، وتقرب بالنوافل وفقه الله بحيث لا يسمع ما لم يأذن به الشرع، ولا يبصر ما لم يأذن له في إبصاره، ولا يمد يده إلى شيء لم يأذن له الشرع في مدها إليه، ولا يسعى إلا فيما أذن له في السعي إليه. وهذا هو المراد بقوله: ((كنت سمعه إلخ)) لا ما يذكره الاتحادية والحلولية. تعالى الله عن قولهم.

٦ - أن من كان بالمنزلة المذكورة صار مجاب الدعوة.

٧ - أن العبد ولو بلغ أعلى الدرجات لا ينقطع عن الطلب من ربه لما في ذلك من الخضوع له، وإظهار العبودية.

<<  <   >  >>