للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حديث عَمْرو بن عَبَسة (١) وفيه ذِكر أوقات الكراهة. وكان قدومه على ما في «الإصابة» (٢) بعد خيبر قبل الفتح.

* * * *

في حديث الزكاة (٣): « ... ولا صاحبَ كنزٍ لا يفعل فيه حقَّه، إلا جاء كنزُه يوم القيامة شُجاعًا أقرع يتبعه فاتحًا فاه، فإذا أتاه فرَّ منه فيناديه: خذ كنزك الذي خبَأْته فأنا عنه غني ... ».

ذكر في «حواشي صحيح مسلم» عن ابن المَلَك (٤) أن فاعل «يناديه» ضمير يعود على الكنز؛ ومستنده عدم تقدُّم مرجع غيره، وما جاء في بعض الروايات أن الكنز يقول لصاحبه: «أنا مالك، أنا كنزك» (٥).

والصواب: أن الفاعل ضمير يعود إلى الله عز وجل وإن كان غير مذكور فهو معلوم من المقام كما في {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} [ص: ٣٢]. ويبيِّن ذلك قوله: «فأنا عنه غني».

وفي بعض الروايات: «يتبع صاحبه حيثما ذهب، وهو يفرُّ منه، ويقال:


(١) برقم (٨٣٢)
(٢) (٧/ ٤٢٢) ط. دار هجر.
(٣) برقم (٩٨٨/ ٢٧) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(٤) كذا، وهو معروف بابن ملك، عبد اللطيف بن عبد العزيز بن فِرِشتا الكرماني (ت ٨٠١)، له «مبارق الأزهار في شرح مشارق الأنوار». انظر «الفوائد البهية» (ص ١٠٧)، و «الأعلام»: (٤/ ٥٩).
(٥) أخرجه البخاري (١٤٠٣، ٤٥٦٥) من حديث أبي هريرة.

<<  <   >  >>