للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في حديث الصدقة (١): «[قال رجل: لأتصدَّقنَّ اللَّيلةَ بصدقة] فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدَّثون: تُصدِّق الليلة على زانية! قال: اللهم لك الحمد على زانية ... ».

قوله: «اللهم لك الحمد» أي على كلِّ حال، ثمَّ استأنف فقال: «على زانية» أي أَعلى زانية؟! من باب الاستفهام الإنكاري، أي أتصدَّقتُ على زانيةٍ؟ وهكذا في الموضعَين الآخرين.

* * * *

في «صحيح مسلم» (٢) عن أبي أُمامة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: «يا ابن آدم إنك أن تَبذُل الفضلَ خيرٌ لك، وأن تُمسِكَه شرٌّ لك، ولا تُلام على كفاف، وابدأ بمن تعول».

وفيه (٣): «أفضل الصدقة ــ أو خير الصدقة ــ عن ظهر غنًى».

نقل المحشِّي عن ابن المَلَك (٤) وغيره: أنه قد يُشكل هذا مع حديث: «أفضل الصدقة جُهد المقلِّ» (٥)، وذكر الجواب عنه بما فيه نظر.


(١) برقم (١٠٢٢).
(٢) برقم (١٠٣٦).
(٣) برقم (١٠٣٤) من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه.
(٤) انظر عن «المحشي، وابن الملك» ما تقدم (ص ١٥٠).
(٥) أخرجه أحمد (٨٧٠٢) وأبو داود (١٦٧٧) وابن خزيمة (٢٤٤٤، ٢٤٥١) وابن حبان (٣٣٤٦) والحاكم (١/ ٤١٤) من حديث أبي هريرة، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم»، ولم يتعقَّبه الذهبي. وروي أيضًا من حديث عبد الله بن حبشي عند أحمد (١٥٤٠١)، وأبي داود (١٤٤٩) وغيرهما بإسناد حسن.

<<  <   >  >>